إنّنا نظلم الحقيقة إذا سلّمنا أنّ الأمّة بقيت تراوح مكانها، طيلة هذه المدّة، فمؤكّد أنّ قضايا الاستقلال السّياسي للأوطان و انتشار التّعليم بين الجنسين، و محاولات النّهوض ببناء مؤسّسات، قد ساهم بنقل المعركة من "التّمني" إلى محاولات إيجاد "الفعالية"، و أنّ الهوة بدأت تضيق بين "أصولية" تراثيّة تنكر الحداثة، و "أصولية" حداثيّة تتنكّر للتّراث، خاصّة بعد ظهور تجارب رائدة في آسيا تحديدا، كما هو الشّأن في اليابان و الصين، بل في دول من العالم الإسلامي كماليزيا وتركيا حديثا، و في هذا العدد من "معالم" تحليل لأحد صنّاع نهضة ماليزيا الدّكتور مهاتير محمّد، يستشرف فيه مستقبل بلاده في آفاق نهاية العقد الحالي..